على أعتاب ذكرى رحيل المجدّد الشيرازي الكبير …. لمحات عن شخصيته
لقد تسالم المؤرّخون على وصف الإمام المجدّد الشيرازي الكبير آية الله العظمى السيد محمد حسن الشيرازي “قدّس سرّه”، بأنّه “إماماً عالماً فقيهاً ماهراً محقّقاً، رئيساً دينياً عامّاً وورعاً نقياً، ثاقب…
الفكر، بعيد النظر، مصيب الرأي، صائب الفراسة، يوقّر الكبير ويحنو على الصغير، ويرفق بالضعيف، اُعجوبة في أحاديثه وسعة مادته وجودة قريحته”.
كتب الشيخ عباس القمّي رحمه الله تعالى في (الكنى والألقاب): “نذكر هاهنا ملخّص ما أورده بعض الأفاضل، قال: ولد رضي الله عنه في 15 ج 1 سنة 1230، وحضر درس المحقّق السيد حسن المدرّس وبحث المحقّق الكلباسي، وقصد العراق في حدود سنة 1259، وحضر الأندية العلمية حتى نصّ صاحب الجواهر باجتهاده في كتاب له إلى والي فارس واختصّ في التلمذة والحضور بأبحاث المحقّق الأنصاري (قدّس سرّه) حتى صار يشار إليه بين تلاميذه، وله الحظوة الكبرى عنده إلى أن قضى الشيخ (رحمه الله) نحبه، فماجت الناس في تعيين المرجع، فنصّ لمة من تلامذة الشيخ بتعبية للمرجعية الكبرى منهم الحاج ميرزا حسن الآشتياني، والعلاّمة الحاج ميرزا حبيب الله الرشتي، والآقا حسن الطهراني، والميرزا عبد الرحيم النهاوندي (رضوان الله عليهم أجمعين) وهؤلاء أعيان تلامذة الشيخ ووجوه أصحابه”.
وحجّ بيت الله سنة 1288 وهاجر إلى سامراء في شعبان سنة 1291 ثم تبعه أصحابه وتلاميذه فصارت سامراء مباءة للعلم والعمل، ومنبثق الفضيلة والكمال، وأخذ منه كثير من فحول العلماء، منهم العلاّمة الحاج ميرزا اسماعيل ـ ابن عمه ـ، والسيد محمد الأصبهاني، والميرزا محمد تقي الشيرازي، والحاج آقا رضا الهمداني، والحاج الشيخ فضل الله النوري، والفاضلان، والكاظمان، والسيد عبدالمجيد الكرسي، والحاج الشيخ حسن علي الطهراني، والميرزا إبراهيم الشيرازي، والسيد إبراهيم الدامغاني، والدزودي، والمولى علي النهاوندي، والشيخ إسماعيل الترشيزي، والحاج ميرزا أبوالفضل الطهراني، والحاج ميرزا حسين السبزواري، والحاج ميرزا السيد حسين القمّي، والمولى محمد تقي القمّي وأولئك الذين ربّاهم وهذّبهم عادوا أئمة يقتدى بهم، قد نشروا علمه الجم وفضله الباهر من على صهوات المنابر، وبين طيّات الكتب والدفاتر.
له “قدّس سرّه” في سجاحة الأخلاق وأصالة الرأي، وقوّة العارضة، وسداد الذاكرة، إصابة الحدس، وحدّة التفرّس، والحصافة في القول، ووفور العطاء، وقضاء الحوائج، وتواصل العبادة والزهد البالغ مع توجّه الدنيا عليه مقامات، أو كرامات لم يدلّنا التاريخ على اجتماعها في رجل واحد، ولكن:
ليس على الله بمستنكر
أن يجمع العالم في واحد
وبذلك كلّه تقلّد رئاسة كبرى حتى لا يذكر معه غيره، وانقادت له الأمور بأسرها، وعنت له الوجوه، وأذعن به العلماء، وهابته الملوك، وانثالت عليه الأموال من أقطار المعمورة، يدرّها على الطلبة والفقراء، في المشاهد المقدّسة أجمع، ولا يمكن حصر فضائله الشريفة.
المصدر: 1/ الكنى والألقاب/ للشيخ عباس القمّي رحمه الله تعالى/ ج3/ ص 222.