يستذكر المسلمون في الرابع والعشرين من شهر شعبان المعظم ذكرى رحيل المجدّد الشيرازي الكبير الملقب بالشيرازي الأول، اية الله المجدد محمد حسن الشيرازي “قدّس سرّه”.
ولقد تسالم المؤرّخون على وصف الإمام المجدّد الشيرازي الكبير آية الله العظمى السيد محمد حسن الشيرازي “قدّس سرّه”، بأنّه “إماماً عالماً فقيهاً ماهراً محقّقاً، رئيساً دينياً عامّاً وورعاً نقياً، ثاقب الفكر، بعيد النظر، مصيب الرأي، صائب الفراسة، يوقّر الكبير ويحنو على الصغير، ويرفق بالضعيف، اُعجوبة في أحاديثه وسعة مادته وجودة قريحته”.
وأرتبط اسم المجدد الشيرازي بـ (حوزة سامراء) وثورة التنباك (التبغ) في إيران، لأسباب ما زالت موضوع اختلاف حيث استوطن الشيرازي سامراء التي ذهب إليها زائرا، واخذ تلامذته يتبعونه إلى هناك تدريجيا، ثم انضم اليه افراد عائلته، وصار ينفق الأموال الطائلة في سامراء وكسب قلوب شيوخ العشائر في المدينة، وقد شيد أكبر مدرسة دينية في العراق تعرف باسم (مدرسة الميرزا) كما بنى سوقا كبيرا ودورا، وصارت مظاهر التشيع تظهر في المدينة التي هي مدينة سنية بالكامل.
وكان قدس سره، يقيم مراسيم التطبير في بيته ويدفع اثمان كفن المطبرين، كما انتشر الضرب بالسلاسل على عادة الشيعة في عاشوراء، وكان الشيرازي يخطط لهجرة شيعية كبرى إلى سامراء من إيران والنجف وكربلاء لوضع اليد تدريجيا على المدينة وتحويلها إلى مدينة شيعية فيها حوزة علمية ووجود بشري شيعي كثيف.
وقد شكى الشيخ محمد سعيد النقشبندي – من شيوخ سامراء – إلى والي بغداد حسن باشا من الفتنة الكبرى التي سوف تنشأ من تغيير طابع المدينة، فأبرق الوالي حسن باشا إلى السلطان عبد الحميد بالخطر الذي يهدد سامراء لكن السلطان الذي لم يشأ الدخول في أزمة مع إيران، أكتفى بالتوجيه ببناء مدرستين سنيتين في المدينة، لكن الشيرازي واصحابه بقوا تحت الملاحظة والرقابة سواء من العثمانيين أو من علماء سامراء، فيما كانت ممارسات الشيرازي تحظى بتأييد القنصلين البريطاني والروسي.