زارَ المرجعَ الديني سماحة آية الله العظمى السيّد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة، جمع من طلبة العلوم الدينية من مدينة كربلاء المقدّسة.
وقال سماحة المرجع الشيرازي دام ظله في حديثه، أسال الله تعالى أن يتقبّل منكم جميعاً الزيارات والعبادات، وأن يرعى سيّدنا ومولانا بقيّة الله المهدي الموعودعجّل في فرجه الشريف، الجميع برعايته، وأن يكون مولانا الإمام الرضا وأخته السيّدة فاطمة المعصومة صلوات الله عليهم، شفعاء للجميع في حوائج الدنيا والآخرة.
وقال سماحته، طالب العلم يبدأ بطلب العلم وهو حدَث أو شابّ، وينتهي إلى أحد أمرين، إما عالم، أو واعظ، أو مرشد، أو موجّه، أو مصلح لمجموعة من الناس، في قرية أو ريف أو في مدينة، أو ينتهي إلى مستوى أرفع كأن يصير مثل الشيخ المفيد والشيخ الطوسي والعلاّمة الحلّي والسيّد بحر العلوم وصاحب الجواهر والشيخ الأنصاري.
وأوضح سماحته، الخيار لكم، وأنت شباب اليوم، وبعضكم من الأحداث، وأحد الخيارين هو أصعب من الآخر، ولكن النتيجة أرفع وأعظم، فالشيخ المفيد كان له زملاء في الدارسة، وصاروا علماء، ولكن ليس بمستوى الشيخ المفيد، فنحن لم نعرف حتى أسماءهم، بينما الشيخ المفيد باق باسمه وعلمه وبقصصة المربّية، بلى إن زملاء الشيخ المفيد أدّوا ما عليهم ولكن لم يكونوا بمستواه.
وشدد سماحته، أنتم اليوم شباب، وأن أردتم أن تكونوا في المستقبل من كبار العلماء وكبار الفقهاء، فهذا الأمر ممكن، ولكن بحاجة إلى تعبئة علمية من خلال اتقان العلوم التي هي مقدّمة لعلوم أهل البيت صلوات الله عليهم، وهي علوم خمسة: النحو والصرف والمنطق والبلاغة واللغة العربية، كذلك التقوى الحقيقية التي هي بحاجة إلى إرادة قويّة وعزم أكيد وتصميم شديد.
وأكّد سماحته، هذان العملان جعلا من شابّ اسمه محمد، الشيخ المفيد، وجعلا من شاب آخر اسمه محمّد، الشيخ الطوسي، وجعلا من شاب اسمه مرتضى، الشيخ الأنصاري. فانظروا إلى أنفسكم هل تكونون مثلهم أم لا؟ فإذا عزمتم بإرادة وعزم قويّين، ستوفّقون. وإلاّ فكلا، وهذا حقّاً يبعث على التأسف والأسى.
وختم سماحة المرجع الشيرازي دام ظله إرشاداته القيّمة: أسأل الله سبحانه وتعالى، وأنتم في جوار مولان أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه، أن تستفيدوا من هذا الجوار في التعبئة العلمية والتقوى الحقيقة، وأسأله تبارك وتعالى أن يعينكم لهما.