يقول الكاتب ريد ستانديش، إن الصين توسع حربها على الأقليات المسلمة، وإنها صارت تستهدف الكزاخيين الآن، فضلا عن استهدافها أقلية الإيغور بالدرجة الأولى.
ويبدأ الكاتب مقاله الذي نشرته له صحيفة واشنطن بوست الأميركية، بمأساة المواطن الكزاخي زركينبيك أوتان (31عاما) وزوجته وطفلهما.
فيقول إنه أحيانا يمكن مشاهدة أوتان عند منتصف الليل يقف متصلبا إلى جانب السرير الذي يتقاسمه مع زوجته شينار كيليشيفا، التي تقول إن ذاكرته لا تساعده، وإنه يبقى يتجول في شوارع مدينة ألماتي في كزاخستان بشكل دوري.
وعندما تتمكن عائلته من العثور عليه، فإنه يجد صعوبة في التعرف عليهم ويقاوم العودة معهم إلى المنزل.
فقد أمضى أوتان -الذي كان يعمل طباخا- قرابة عامين في مختلف أشكال الاحتجاز في الصين المجاورة، بما في ذلك في أحد معسكرات “إعادة التعليم” السيئة السمعة في منطقة شينجيانغ شمال غرب الصين، وهي المنطقة الشاسعة التي تشترك في حدود يبلغ طولها نحو 1760 كيلومترا مع كزاخستان.
ويضيف الكاتب، أن زوجة أوتان كانت قد تقدمت بالتماسات لا تحصى لإطلاق سراحه من أحد المعسكرات في مقاطعة زهاسو، غير أنه عندما عاد إلى المنزل في أواخر 2018 جلب معه محنة الصدمة عبر الحدود مرة أخرى، فأوتان ليس الرجل الذي كان.
ويشير الكاتب إلى وجود حالات أخرى مثله شائعة في هذا الجزء من البلاد، وأن هذه الحالات تمثل تحولا كبيرا في نهج الصين القمعي تجاه الأقليات المسلمة.
ويضيف الكاتب أن القمع الصيني ضد الأقليات المسلمة ظل يمارس على الأغلب لعقود مضت ضمن الحدود داخل البلاد نفسها، غير أن هذه الممارسات القمعية أصبحت الآن تجتاح المنطقة بين البلدين، وهي المنطقة التي كان الصينيون والكزاخيون يعبرونها بحرية جيئة وذهابا، وأن الذين على جانبي الحدود كانوا يختلطون ويتزوجون ويعملون مع بعضهم بعضا.
ويقول الكاتب إنه أوتان -كبقية الآلاف من العرقية الكزاخية المستهدفين في هذه الحملة- مواطن صيني متزوج من مواطنة كزاخية، ويعيش في كزاخستان مقيما بشكل قانوني.