قدم سماحة اية الله العظمى المرجع الديني السيد صادق الشيرازي في كلمته بجموع رؤوساء وأعضاء المواكب الحسينية من كربلاء المقدّسة المعزّين بذكرى استشهاد السيّدة فاطمة المعصومة سلام الله عليها شكره لأصحاب المواكب الحسينية المقدّسة والهيئات الحسينية المقدّسة في العراق وكل مكان من العالم.
وقال سماحة المرجع في كلمته “كيف يُسجّل تاريخ اليوم؟ التاريخ يُسجّل كالتاريخ الماضي، فالتاريخ يعيد نفسه كما في القول المعروف، والشعب العراقي الجريح والمظلوم والمثابر المجاهد، هذا الشعب لقي ومنذ عقود من الزمن أسوأ أنواع الظلم من مختلف الحكومات، نِعمَ الأثر في تاريخ الشعب العراقي هي ثورة العشرين في العراق، ومع انّها كانت ثورة دامية وأعطت ضحايا كثيرة لكنها انتصرت بفضل الله تعالى وببركة الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم، بالأخص ببركة الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف”.
واضاف سماحته “أنا أأكد مكرّراً على الجميع وخصوصاً على الشباب بأن يقرأوا التاريخ ويطالعوه بأنفسهم، ولا يكتفوا بسماعه فقط، فتاريخ ثورة العشرين تاريخ عظيم ومجيد، والتاريخ يعيد نفسه ونحن نحتاج الى الاستلهام من ثورة العشرين للعراق اليوم، ولكلّ مكان بالعالم، ولقد كان الشعب العراقي الكريم زمن ثورة العشرين أعزلاً من السلاح ولكنه هزم أكبر قوة استعمارية على وجه الأرض وهو الاستعمار البريطاني المدجّج بأنواع السلاح، والشعب العراقي كان خمسة ملايين نسمة والاستعمار مع من ورائه كان قرابة ألف مليون نسمة، فلنعرف كيف انتصر هذا الشعب الأعزل الضعيف من حيث المعدّات والأفراد؟ فلنعرف ونعتبر”.
واشار الى إنّ الذي جعل الشعب العراقي ينتصر على الاستعمار البريطاني هو ثلاثة أمور، اولها الإيمان بالله والاعتماد عليه والقبول بوعد الله عزّ وجلّ، ولينصرنّ الله من ينصره، وقوله تعالى “كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله”، وثانيها قيادة الإمام الشيرازي رضوان الله عليه فأقرؤوا فتاواه في ثورة العشرين ورسائله وأجوبته للبريطانيين والآخرين، كلمة وكلمة، فكلّها فضائل فمع انّ الثورة كانت حرباً ولكنه كانت كل كلمات الإمام الشيرازي دفاعية”، وثالثهما تلاحم العشائر العراقية الغيورة كما هو في التاريخ فكل الشعب العراقي كريم ولكن للعشائر الغيورة في التاريخ مواقفهم العظيمة، والعراق اليوم وبعد مئة سنة وألف سنة لا ينتصر إلاّ بهذه الأمور الثلاثة.
وقدم سماحته شكره لكل من أقاموا شعيرة الأربعين الحسيني المقدّسة في العراق، قائلا أشكرهم جميعاً وأأكد على أن تتظافر الجهود في هذا المجال أكثر وأكثر، وكذلك أقدّم شكري وتقديري لكل من اشترك في هذه الشعيرة الحسينية المقدّسة وأحياها، من كل مكان.
وفي ختام كلمته اشار الى ضرورة ان يعمل الجميع في كل مكان على إقامة شعيرة الأربعين الحسيني المقدّس بكل طاقاتهم وقدراتهم وبما يتمكّنون منه وعليه وليهتمّوا بهذا الأمر، والعمل على لملمة شباب العراق الأعزّاء الأكارم الذين لهم قلوبهم طاهرة وصادقة، فعلى الجميع أن يعملوا على لملمة شباب العراق كلّه، في الجامعات والمدارس والوظائف وغيرهم، وذلك في إطار أهل البيت عليهم السلام، بلا زيادة ولا نقصان.